تفنيد ادعاءات نقل أرشيف البوليساريو: هل حُولت وثائق الجبهة إلى ثكنة عسكرية بالجزائر؟
انتشر مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي خبرٌ مفاده أنّ طائرات عسكرية ومدنية جزائرية قامت بنقل **"كل أرشيف جبهة البوليساريو"** من تندوف إلى ثكنة عسكرية قرب العاصمة الجزائر. ورغم محاولة بعض المنصات إضفاء طابع "الخبر العاجل" عليه، فإن **التحقيق الموضوعي** الذي أجرته "رمال سياسية" يؤكد أن هذا الادعاء لا يستند إلى أي أدلة واقعية أو مصادر موثوقة.
⛔️ التحقق الأول: غياب المصدر والبيان الرسمي
يُعدّ غياب الإعلان الرسمي أو التسريب الموثوق المؤشر الأول على فبركة أي خبر بهذا الحجم. حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي تأكيد من أي جهة معنية أو مستقلة:
- **لا بيانات رسمية:** لم تُصدر لا **وزارة الدفاع الجزائرية** ولا **جبهة البوليساريو** أي بيانات تشير إلى عملية لوجستية بهذا الحجم.
- **صمت إعلامي دولي:** لم تتناول الموضوع أي وكالة أنباء دولية كبرى، أو وسائل إعلام جزائرية رصينة، وهو ما يعزز الطابع المختلق للخبر.
📸 التحقق الثاني: تضليل بصري وصور مقتطعة
تم استخدام الصور المرفقة مع الادعاء لتعزيز الرواية الكاذبة، لكن تتبع المصدر (Reverse Image Search) يكشف أن هذه الصور مجتزأة وخارج السياق:
- **صور أرشيفية:** أغلب اللقطات تعود لـ **طائرات نقل روسية الصنع** تُستخدم بشكل متكرر في تقارير إخبارية قديمة، ولا توثق عملية تجري في الوقت الراهن.
- **تسويق بصري:** بعض الصور هي لـ **عروض جوية** أو صور دعائية لا علاقة لها بعمليات نقل لوجستية عسكرية حسّاسة.
**المنطق اللوجستي:** نقل "كل أرشيف" كيان سياسي وعسكري بحجم البوليساريو من تندوف إلى العاصمة يتطلب حركة جوية ولوجستية واسعة النطاق، وهو أمر يصعب إخفاؤه تماماً عن أجهزة الرصد والمراقبة الدولية.
🚨 سياق الخبر: حملات التضليل السياسي
يندرج هذا الادعاء ضمن سياق أوسع من **حملات التضليل الإعلامي** التي تهدف إلى:
- **إثارة الارتباك:** خلق انطباع بوجود تفكك أو ارتباك داخل هياكل البوليساريو أو قرب انهيارها.
- **تغيير المواقف:** الترويج لرواية مفادها تغيّر جذري في الموقف الجزائري الداعم للجبهة.
ولما كانت مؤسسات البوليساريو تستمر في العمل بشكل طبيعي في تندوف، دون أي مبرر أمني أو سياسي طارئ، فإن هذا الخبر يبقى أقرب إلى **الأمنيات المفبركة** منه إلى المعلومة الدقيقة.
توصية "رمال سياسية": على المتلقّي ضرورة التحقق دائمًا من مصدر الأخبار، خاصة تلك التي تحمل طابع **"الاستعجال"**، والاعتماد على وسائل إعلام موثوقة بدلاً من الصور المجتزأة والمنصات مجهولة الهوية التي تسعى للترويج لروايات سياسية محددة.